أخر الاخبار

أهم مجالات الذكاء الاصطناعي في التعليم

يسمح الذكاء الاصطناعي للأجزة الذكية بتنفيذ مهام تتطلب قدرات بشرية معرفية كالمحادثات والبحث والاستقراء والاستنتاج والتلخيص وغيرها من المهارات التي اعتقد البشر لفترة طويلة أنها حكر على البشر. يمكن للبرامج والأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي اتخاذ القرارات وحل المشكلات والفهم وتقليد اللغة الطبيعية التي يستخدمها البشر وحتى فهم سياق النص بشكل كامل.

أهم مجالات الذكاء الاصطناعي في التعليم

لفت إصدار روبوت الدردشة OpenAI ChatGPT, انتباه العديد من الناس إلى الذكاء الاصطناعي لأول مرة في خريف عام 2022. ومع ذلك، باتت أدوات الذكاء الاصطناعي جزءًا من المشهد التكنولوجي منذ سنوات, إذا سبق لك أن لعبت الشطرنج ضد برنامج، أو استشررت مساعدًا افتراضيًا مثل جوجل أو سيري أو أليكسا, فأنت بالتأكيد قد استخدمت الذكاء الاصطناعي.

ما هي وظائف الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

ما زلنا نتعلم كيف ستندمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، ولا نملك حتى الآن صورة كاملة عن كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على القضايا المهمة مثل الأخلاق والمساواة وجودة المعلومات المقدمة. أو حتى عن الطريقة التي سنضمن بها الحصول على معلومات موثوقة في القضايا الشائكة كالدين والسياسة.

مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم

يعد قطاع التعليم واحداً من أكثر القطاعات في المجتمعات التي ستستفيد من القفزة النوعية في الذكاء الاصطناعي, ويمكن تلخيص أهم التطبيقات الممكنة فيما يلي:

ألعاب تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

لطالما أدرك المعلمون قيمة التعلم القائم على اللعب، واستخدمت المدارس ألعاب الكمبيوتر التعليمية, منذ الأيام الأولى لألعاب الكمبيوتر. ورغم ان هذه الألعاب غالباً ما كانت موجهة للفئات العمرية الصغيرة, ولكن مع التطور الكبير في قدرات الحوسبة فقد نرى اتجاهاً لفئات عمرية أكبر حتى المراحل الجامعية. يمكن لألعاب اليوم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقديم تعليم مستهدف بفضل البرمجة التي تستجيب للمستخدم.

منصات التعلم التكيفي

يقصد بمنصات التعليم التكيفي قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بتخصيص تجربة التعلم بشكل فردي لتتوافق مع القدرات والامكانيات الفردية للشخص المتعلم في الوقت الفعلي. يسمح التقييم والتعديل المستمر بتقديم ملاحظات فورية ويساعد النظام على تعديل نهجه التعليمي. وهو ما سيكسر من جمود التعليم التقليدي الذي يعتمد على نموذج واحد يقدم لآلاف أو مئات آلاف الطلاب في كل دولة او مجتمع.

حيث ستقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بمعالجة ردود المتعلم والبحث عن اوجه القصور والفجوات التعليمية وسد هذه الفجوات بشكل فردي متناسب مع قدرات المتعلم.

أنظمة التصنيف والتغذية الراجعة الآلية

المقصود بأنظمة التصنيف والتغذية الراجعة الآلية بكل بساطة هو العلامات التي يحصل عليها الطالب في نهاية الفصل أو السنة الدراسية أو بعد الإمتحان مثلاً. باستخدام القدرات المتفوقة في معالجة البيانات سيتمكن الكادر التدريسي من الحصول على صورة واضحة ومفصلة لمستوى كل طالب, مما يوفر جهد ووقت كبير على المدرس, والذي يمكن استخدمه في عملية التعليم بدل إضاعتها في الجمع والتقييم. 

إضافة الى ذلك ستيح ذلك للمعلم إمكانية إرسال هذا التقييم المفصل للطالب مع توجيهات محددة لكيفية تحسين الأداء الدراسي. ميزة مهمة جداً أيضاً هي توضيح ما إذا كانت المشكلة في المنهاج التعليمي نفسه وخصوصاً عند الحصول على نفس التقييمات المتدنية مثلاً لعدد كبير من الطلاب, مما يشير إلى أن المنهج التدريسي نفسه بحاجة لتعديل.

دعم طلاب الجامعات

ستدعم برامج الدردشة الجامعية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي المتعلمين من خلال الاستجابة على استفسارات القبول، وربط الطلاب بمعلومات حول الدورات والخدمات الطلابية المفيدة، وتقديم التذكيرات.

أنظمة التدريس الذكية

مع الوقت قد يتم استبدال المدرس أو المعلم ببرنامج AI للقيام بمهمة التدريس. يمكننا أن نرى البذور الأولى لهذه العملية في بعض تطبيقات التعلم كتطبيق دولينجو لتعلم اللغات على سبيل المثال. ولكن مع الحصول على ردود بشرية ومع إمكانية التفاعل والدرشة وفهم الأسئلة والسياقات في الوقت الحقيقية ستتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من السيطرة على هذا المجال.

رأي الكادر التدريسي والمعلمين بالذكاء الاصطناعي

يعتقد الكثير من المعلمين بأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيحمل آثار إيجابية على العملية التعليمية, وسبب هذه النظرة الايجابية هو:

توفير الوقت للمعلمين

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي، كأنظمة تقييم العلامات، تخليص المعلمين من هدر الوقت في المهام الروتينية المتكررة، مما يسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت في التفاعل مع الطلاب وتلبية احتياجاتهم الفردية.

تخصيص عملية التعلم حسب الحاجات الفردية

يمكن لمنصات التعلم التكييفية المدعومة بالذكاء الاصطناعيصناعة محتوى تعليمي مخصص لكل طالب  بناءً على مستواه وقدراته، مما يساعد على تحسين التحصيل الدراسي.

دعم الطلاب بشكل أفضل

يمكن أن توفر روبوتات الدردشة الآلية  المتوفرة للطلاب على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع إجابات للأسئلة وتوجيهات ودروساً إضافية، مما يعزز التعلم المستقل.

تحسين المشاركة

 يمكن أن تجعل الألعاب التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي عملية التعلم أكثر متعة وجذابية، مما يؤدي الى زيادة مشاركة الطلاب في الدروس والواجبات بشكل أكثر فعالية.

مخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

بالطبع، هناك أيضاً بعض المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، نذكر منها:

استبدال المعلمين

من المهم أن تتأكد الجهات المعنية من أن الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى استبدال المعلمين أبداً, بل إلى دعمهم وتمكينهم لتقديم تعليم أفضل للطلاب.

البيانات والخصوصية

يجب التأكد من خصوصية وحماية بيانات الطلاب والمعلمين عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

المساواة

 من المهم أن تكون أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم عادلة وغير متحيزة, وأن لا تتبنى أفكار مبرمجيها. كما أنه يجب أن تكون محمية من الأفكار المسبقة والتعميمات حتى التي تنتشر بشكل كبير في الانترنت.

بشكل عام لاتزال مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية غير واضحة بشكل كامل, ووحدها الأيام ستكشف لنا عنها. رغم ذلك يبدو أن العمل على دخول ال AI في التدريس هو واقع سنضطر للتعامل معه في السنوات القليلة القادمة.

قد يهمك أيضاً
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-